إنطلاقا من كون المرصد الوطني للمجتمع المدني فضاء وإطارا للحوار والتشاور والاقتراح والتحليل والاستشراف في كل المسائل المتعلقة بالمجتمع المدني، وتنفيذا لبرنامج عمله لسنة 2023، يطلق المرصد مبادرة تنظيم وتشكيل منتديات المجتمع المدني للحوار والمواطنة والتنمية المحلية، في كل ولايات الوطن، ابتداء من يوم السبت 17 جوان 2023 انطلاقا من ولايات الجنوب الجزائري، لتشمل فيما بعد باقي ولايات الوطن.
حيث تأتي هذه المبادرة تجسيدا لتوجيهات السّيد رئيس الجمهورية خلال لقاء الحكومة بالولاة يوم 19 جانفي 2023، والتي تؤكد على ضرورة (إيجاد صيغة لخلق فضاءات منتظمة للحوار بين السيدات والسادة الولاة والمرصد الوطني للمجتمع المدني)، بما يكفل مشاركة المواطنين والمجتمع المدني في تسير الشؤون العمومية وتوطيد الديمقراطية التشاركية وترقية ثقافة المشاركة المواطنة النشطة والمسؤولة، وتكريس الحوار والتشاور المحلي، في سبيل تحقيق التنمية الوطنية والمحلية وتحسين الخدمة العمومية، ومعالجة قضايا المواطنين وتحسين الإطار المعيشي. حيث ترتكز هذه المنتديات المحلية للمجتمع المدني على ثلاثة محاور أساسية وهي:
يتمثل في فتح حوار متضامن وحر ومسؤول يرتكز على تنسيق وتظافر جهود فعاليات المجتمع المدني مع السلطات المحلية لرصد احتياجات وانشغالات المواطنين وتحويلها الى مشاريع محلية هادفة ذات اثر ايجابي على المواطنين في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية...، حيث يكون هذا الحوار مفتوحا لكل مكونات المجتمع المدني وكذا المواطنين، ويعمل على تسبيق المصلحة العامة والتزام المشاركين بايجاد حلول وتقديم اقتراحات للإنشغالات المطروحة بما يساهم في بلورة حلول مبتكرة للمشاكل والانشغالات وفق الخصوصيات المحلية.
اعتبارا ان المشاركة تنمي روح الإنتماء، فان إشراك المواطن في الشأن العام هو عنصر مهم في الحكم الراشد، لا سيما على المستوى المحلي من خلال اشراكه في جميع مراحل المشروع المحلي من مراقبة ومشاركة في إدارة المشروع والمساءلة وفق مقاربة تشاركية.
عبر ترسيخ "ثقافة المشاركة" بالتشاور والتعبير وتطوير آليات التشخيص والمتابعة والتقييم التي تجعل المواطن محور وصلب التنمية المحلية، وإرساء دعائم مجتمع متضامن بإشراك النسيج الجمعوي المحلي في سيرورة التنمية المحلية من خلال ترسيخ واقتراح التدابير لربط صلة السلطات المحلية بالمواطنين عبر التواصل والاستماع المتواصل لحاجيات السكان وتطلعاتهم، وفتح باب الحوار الجاد مع مختلف الفاعلين بما فيهم المواطن، وتمكينهم من إطلاق المبادرات والمرافعة للقضايا المحلية وايجاد حلول عملية للمشاكل العالقة على المستوى المحلي، بما يسمح بتثمين القدرات والخصوصيات المحلية.