نظّمت الشبكة الجمعوية لمجابهة الفكر النيوكولونيالي العالمي، بالتعاون مع المرصد الوطني للمجتمع المدني، ندوة علمية رفيعة المستوى حول موضوع: “تجريم الاستعمار الفرنسي وفق القوانين الدولية”. احتضنت قاعة المحاضرات بجامعة أبو القاسم سعد الله (الجزائر 2 – بوزريعة) هذا الحدث، بحضور السيد نور الدين بن براهم، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، والأستاذ فاتح سريبلي، عضو المرصد، إلى جانب عميد الجامعة ونخبة من الباحثين المتخصصين وطلبة الجامعة وفعاليات من المجتمع المدني.

استهل رئيس المرصد كلمته بالتأكيد على أن الفكر النيوكولونيالي يشكل اليوم الوجه الأشد قسوة للهيمنة العالمية والممارسات الاستعمارية في ثوبها الجديد،وأوضح أن هذا الفكر لم يتلاشَ بانتهاء عصور الاستعمار التقليدي ، بل اتخذ أشكالاً أكثر دهاءً وتعقيداً، مما يستدعي وعياً وطنياً متجذراً وإرادة لا تلين لمجابهته.

وشدد في خطابه على أن مناهضة الفكر الاستعماري ليست مجرد صفحة طُويت في التاريخ، بل هي معركة مستمرة لإبراز النضال الوطني، وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة في مواجهة الظلم. واعتبر أن الدفاع عن القضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، هو التزام أخلاقي وإنساني يتجاوز حدود السياسة ليصبح رمزاً للصمود والمقاومة في وجه الظلم والقهر.

وأشار إلى أن هذه الندوة تمثل منبراً حيوياً لتوثيق الجرائم المرتبطة بالاستعمار الفرنسي ، حيث تُعرض فيها شهادات ومرافعات تسلط الضوء على الانتهاكات والممارسات الجائرة التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري والشعوب المستضعفة.

وفي ختام كلمته، وجّه رئيس المرصد نداءً صادقاً إلى النخب الفكرية، والباحثين، والمؤثرين في المجتمع لتوحيد الصفوف والجهود في مواجهة الفكر النيوكولونيالي الذي يسعى إلى إعادة تشكيل العالم وفقاً لمصالح القوى الكبرى.

واختتم كلمته قائلاً: “إن مواجهة الفكر الاستعماري الجديد ليس خياراً، بل واجبٌ وطني وأخلاقي يتطلب وعياً جماعياً مشتركاً يرسخ قيم العدالة والحرية، تكون نبراساً للأجيال القادمة في صراعها مع الظلم والاستبداد.