افتُتِحيوم السبت 16 نوفمبر 2024، الملتقى السنوي للشباب الإفريقي ضد الإرهاب، بحضور شخصيات بارزة من مختلف الدول الأفريقية، من سفراء ودبلوماسيين وممثلين عن المنظمات الدولية. يهدف هذا الملتقى إلى تعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب، مع التركيز على تمكين الشباب للعب دور محوري في التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد أمن واستقرار القارة.
استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها السيد عصمان حسين، ممثلاً عن مدير مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب. وأعرب عن أهمية الدور الذي يلعبه الشباب الأفريقي في جهود مكافحة التطرف والإرهاب، مشيدًا بتنوع الحضور والتزامهم المشترك بالتصدي لهذه التحديات.
ثم تحدث السيد علي ساحل، رئيس الشبكة المنظمة للملتقى، الذي أكد على أهمية التعاون المشترك بين الدول والمنظمات المدنية لتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف والإرهاب على مستوى القارة.
من جهته، ألقى السيد نور الدين بن براهم، رئيس المرصد، كلمة محورية ركزت على عدة جوانب أساسية:
استهل السيد بن براهم كلمته بالترحيب الحار بالضيوف من مختلف الدول الأفريقية، مشيدًا بمشاركتهم في هذا البرنامج، الذي يعد فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد أن الجزائر تمثل مثالًا حيًا على قدرة الدول على التغلب على الإرهاب، مشيرًا إلى تجربتها الرائدة خلال فترة المأساة الوطنية.
أعلن السيد بن براهم أن البرنامج السنوي للشباب الإفريقي ضد الإرهاب سيشهد انطلاقة جديدة بداية من عام 2025، حيث سيتم التركيز على محاور إضافية، من أبرزها:
دور المرأة في مكافحة الإرهاب.
وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لمواجهة الفكر المتطرف.
تعزيز التنمية المستدامة كعامل أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار.
قدم السيد بن براهم اقتراحًا بإنشاء شبكة إفريقية للمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، على غرار الشبكة الجزائرية لتنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات على مستوى القارة.
كما أشار رئيس المرصد إلى التحولات الحديثة التي شهدتها ظاهرة الإرهاب، حيث لم تعد تقتصر على أعمال العنف والقتل التقليدية، بل انتقلت إلى زرع الأفكار المتطرفة والراديكالية لدى الشباب واستغلالهم في تنفيذ مخططاتهم. وشدد على ضرورة مواجهة هذا التحدي من خلال استراتيجيات شاملة ومبتكرة.
ختم السيد بن براهم كلمته بدعوة المشاركين إلى استغلال جلسات الحوار والورشات التفاعلية للخروج بتوصيات جادة وفعالة تسهم في مكافحة الإرهاب بشكل مستدام. كما حث الشباب على تقديم أفكارهم ومقترحاتهم بروح الابتكار والمسؤولية
يأتي هذا الملتقى كجزء من الجهود الأفريقية المشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف، مع التركيز على إشراك الشباب بوصفهم القوة الحقيقية للتغيير. ومع توسيع محاور البرنامج مستقبلاً، يهدف هذا اللقاء إلى بناء شبكات تعاون قوية، وتعزيز وعي الشباب بمسؤولياتهم، والمساهمة في بناء قارة أكثر أمانًا واستقرارًا.